قصة رائعة : الخياط وأهل القرية وسوء الظن - عاش خياطً عجوز في قرية صغيرة ولما مات كانت المفاجئة

 إن لكثيراً من الناس من يسوء الظن بالأخرين ويحكم عليهم دون أن يعرف حقيقتهم وما هم فيه وما يمرون به ولا يعرف خفاياهم ونواياهم أو ما يفعلوه في السر والخفي ، وفقط يحكم عليهم بما يراه دون التمعن فيه أو يحكم علي أحدهم من خلال موقفاً ما حدث ، فيظن أن هذا هو أسلوبه وطبيعته ولا يعلم أنه قد يكون فعل ذلك لضغط شديد أو لأمراً لا يعلمه إلا هو. وقس علي ذلك الكثير من الأمور التي نواجهها في حياتنا ، فسوء الظن من أسوء الأمور ولذلك حذرنا الله سبحانه وتعالي في قوله عز وجل في القرآن الكريم :

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ،(سورة الحجرات آية 12).

قصة مُعبرة عن سوء الظن والفهم الخاطئ تجاه الأخرين
حكاية الخياط وأهل القرية الذين ظنوا أنه بخيل


وهنا نتعلم من ما سبق أن لا نحكم على أحد من ظاهر الأمور وظاهر ما نراه منه ، قد تكون هناك الكثير من حقائق الأمور مخفية فيما رأيناه منه.

وهنا دعونا نتعرف علي هذه القصة المُعبّرة والجميلة والرائعة والتي يجب أن نأخذ منها درساً في الأخلاق ونتعلم منها عدم سوء الظن بالأخرين وأن نتحري عن حقيقة الأمر قبل الحكم علي الأشخاص ونظن فيهم السوء، سنتعرف علي " قصة الخياط وأهل القرية " الذين أساؤا الظن به ولما مات وعرفوا حقيقة أمره كانت المفاجئة والصدمة لهم.


قصة الخياط وأهل القرية الذين حكمو عليه بالبخل ولما مات كانت المفاجئة


عاش خياطً عجوز في قرية صغيرة ، وكان يخيط الثياب والملابس لأهل القرية وهي غايةً في الجمال والنزهة ، وكان يبيعها لهم بسعر بسيط جداً مُقابل ما كان يفعله ويقوم به من عناء وتعب وتكلفةً في تفصيل هذه الأثواب والأقمشة الجميلة ، وفي يوم من الأيام أتاه رجل فقير من أهل القرية ، فقال له أنت تكسب مالاً كثيراً من عملك ، وهو الخياطة ، لماذا لا تُساعد الفقراء في القرية ؟.

اُنظر لجزار القرية الذي لا يملك مالًا كثيرًا مثلما تملك أنت ومع ذلك يوزّع كل يوم قطعًا من اللحم المجّانية على الفقراء ، أبتسم الخياط بهدوء ولم يردّ عليه ، وخرج الفقير منزعجًا من عند الخياط ، وأشاع بين الناس في القرية بأنّ الخياط ثري ولكنّه بخيل ، فنقم عليه أهل القرية وبدأو يبغضو الخياط ويكِنّوا له الكره والحقد.

بعد مدّة مرض الخياط العجوز مرضاً شديداً وكان مرض الموت ، ولم يعرهُ أحد من أهل القرية إهتمامًا ، فمات وحيدًا !.

فمرّت الأيّام فلاحظ أهل القرية بأنّ الجزار لم يعد يرسل للفقراء لحمًا مجّانيًا مثلما كان يفعل في الماضي ، وعندما سألوه عن السبب ولماذا إنقطعت أيها الجزار عن أرسال اللحم للفقراء مثلما كنت تفعل في السابق !، فهنا كانت صدمة أهل القرية بعدما سمعوا رد الجزار ، رد الجزار عليهم وقال : إنّ الخياط العجوز الذي كان يعطيني كل شهر مبلغاً من المال كي أُرسل لحمًاً للفقراء، فلما مات الخياط توقفتُ عن إعطاء اللحم للفقراء والمساكين.


قصة مُعبرة عن سوء الظن والفهم الخاطئ تجاه الأخرين


وهنا أخي الكريم أختي الكريمة ، يجب أن نتعلم درساً ونأخذ العبرة من هذه القصة الرائعة ، ونتعلم كيف لا نحكم علي الأخرين دون أن نعرف حقيقة الأمور. وأعلم يا أخي وأختي أنه قد يُسِئ بعض الناس بك الظن ، وقد يظنك آخرون أطهر من ماء الغمام ، إعلم يا أخي رحمني الله وإياك أنه لن ينفعك هؤلاء ولن يضرك أولئك ، المهم هي حقيقتُك وما يعلمه الله عنك، فلا تحكم على أحد من الظاهر فما تراه منه قد لا يكون كما تتصور ، لأن البعض لايحب الدعاية لنفسه و في حياته أموراً أخرى لو علمت حقيقتها لتغير حكمك عليه.



فضلاً وليس أمراً 💚 إذا أتممت القراءة شارك الموضوع علي الفيسبوك وإنستقرام وتويتر وأرسله لأصدقائك عبر الواتساب 💚 وأترك تعليقك وسيكون بصمتك في قلوبنا ❤


إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم