استمع إلي هذه القصة لتعرف معني الوفاء وكيف تحسن الظن بالناس | صحبت قوما لئاما لا وفاء لهم

من أكثر الأمور سوءً في هذه الحياة هو سوء الظن بالأخرين، سوء الظن أمر سئ ولا يُرضي الله عز وجل وقد حذرنا الله منه وأن نجتنبه، وأيضاً من أعظم ما في الحياة هو الوفاء والمودة والوفاء بالعهد، وأن نُحسن إلي الناس وبالأخص من أحسنوا إلينا في أوقات عُسرتنا وكانوا بجانبنا دائماً، فدعونا في هذا الموضوع نتعرف علي قصة جميلة وعظيمة حدثت في الماضي بين صديق وصديقة، ولنتعلم منها معني الوفاء وأن نُحسن الظن بالناس.

قصة رائعة فيها عبرة عن سوء الظن وعن الوفاء والمودة بين الأصدقاء
معني الوفاء وحُسن الظن بالناس


قصة رائعة فيها عبرة عن سوء الظن وعن الوفاء والمودة بين الأصدقاء


كان فيما مضي شاب ثري ثراء عظيماً، وكان والده يعمل بتجارة الجواهر والياقوت والمرجان والتجارة ثمينة القدر، وكان الشاب يُحسن إلي أصدقائه أيما إحسان ومودة وإكرام، وهم بدورهم يجلونه ويحترمونه بشكل كبير لا مثيل له، ولكن كما يُقال في الأمثال الشعبية " دوام الحال من المُحال "، فدارت الأيام دورتُها ويموت الوالد الغني والد هذا الشاب الذي كان يُحسن إلي أصدقائة، وتفتقر العائلة إفتقاراً شديداً وتنقلب الموازين من عز وثراء إلي فقر وفقدان كل شئ.


فقلّب الشاب ذاكرته أيام رخائه ليبحث عن أصدقاءه في الماضي والذين كان يُحسن إليهم ويودهم بالخير، فعلم أن صديق له كان يكرمهُ وبينهم مودةً عظيمة وأكثرهم مودة وقربً منه، قد أثرى ثراء لا عظيماً، وأصبح من أصحاب القصور والأملاك والثروات العظيمة والأموال الطائلة، فتوجه إليه عسى ان يجد عنده عملاً أو سبيلاً لإصلاح حاله وحال أسرته بعدما لحق الفقر بهم، فلما وصل باب القصر " قصر صديقة القديم " استقبلهُ الخدم والحشم، فذكر لهم صلته ومودته بصاحب القصر وماكان بينهما من مودةً قديمة، فذهب الخدم فاخبروا صديقه بذلك، فنظر إليه صديقة الغني من خلف ستار ليرى إنسانً رث الثياب عليه آثار الفقر، فلم يرض صديقه بلقائه وأخبر الخدم بأن يخبروه أن صاحب القصر مشغولاً ولا يمكنه إستقبال أحد الآن.


فخرج الرجل والدهشةُ تأخذ منه مأخذها، وهو يتألم على المودة والصداقة كيف ضاعت بين الناس، وعلى القيم كيف تذهب بصاحبها بعيداً عن الوفاء، وتساءل عن الضمير كيف يُمكن أن يموت وكيف للمروءة أن لا تجد سبيلها في نفوس البعض، ومهما يَكُن من أمر فقد ذهب بعيداً، وقريباً من دياره صادف ثلاثة من الرجال عليهم أثر الحيرة وكأنهم يبحثون عن شيء ما، فقال لهم ما أمر القوم ؟َ عن ماذا تبحثون ؟ قالوا له نبحث عن رجل يُدعى فلان ابن فلان وذكرو اسم والده، فقال لهم انه أبي وقد مات مُنذ زمن، فحوقل الرجال وتأسفوا وذكروا أباه بكل خير، وقالوا له إن أباك كان يُتاجر بالجواهر والياقوت والمرجان، وكان له عندنا قطع نفيسة من المرجان، كان قد تركها عندنا أمانة، والشاب يقف مذهولاً أمامهم من ما يقولون، فاخرجوا له كيسً كبيراً وقد مُلئ مرجانا فدفعوه إليه ورحلوا، والشاب يقف مُتعجباً والدهشة تعلوه وهو لا يُصدق ما يرى ويسمع.


ولكن أين اليوم من يشتري المرجان ! فإن عملية بيعه تحتاج إلى أثرياء والناس في بلدته ليس فيهم من يملك ثمن قطعة واحدة، فمضى الشاب في طريقه، وبعد بُرهة من الوقت صادف امرأة كبيرة في السن عليها آثار النعمة والخير، فقالت له يا بُني أين أجد من يبيع مُجوهرات ؟ اُريد مجوهرات للبيع في بلدتكم، فتسمر الرجل في مكانه ليسألها عن أي نوع من المجوهرات تبحث عنه، فقالت أي أحجار كريمة جميلة الشكل ومهما كان ثمنها، فسألها إن كان يعجبها المرجان ؟ فقالت له نعم المطلب، فأخرج لها الشاب بضع قطع المجوهرات من الكيس فاندهشت المرأة لما رأت، فبتاعت منه قطعاً ووعدته بأن تعود لتشتري منه المزيد، وبدأ الشاب يستعيد حياته وتجارته من جديد، وهكذا عاد الحال إلى يُسر بعد عُسر وعادت تجارته تنشطُ من جديد.


أقترحنا لك


فتذكر الشاب بعد فترة من الوفت ذلك الصديق الذي ما أدى حق الصداقة، فبعث الشاب إلي صديقه ببيتين من الشعر بيد صديق، جاء فيهما :


صحبتُ قوماً لئاماً لا وفاءَ لهم ** يُدعَونَ بين الورى بالمكر والحِيَلَ

كانوا يُجلّونني مُذ كنتُ ربّ غِنى ** وحين أفلستُ عَدّوني من الجُهَلِ


فلما وصلت هذه الأبيات إلي صديقه الذي لم يرضي أن يُقابله في قصره، فقرأ ذلك الصديق هذه الأبيات، ثم جاء بورقةً وكتب عليها ثلاثة أبيات وبعث بها إليه، قال له فيها :


أما الثلاثة قد وافوكَ من قِبلي ** ولم تكن إلا سبباً من الحِيــَـــلَ

وأما من ابتاعت المرجان والدتي ** وأنتَ أنتَ أخي بل مُنتهى أمليِ

وما رددناك من بُخلٍ ومن قَلَلِ ** لكن عليكَ خشينا وقفةَ الخجلِ



وهنا نتعلم من هذه القصة أن نُحسن الظن بالناس ولا نحكم عليهم دون أن نعرف حقيقة الأمور وتُكشف لنا الحقيقة، ولذلك حذرنا الله عز وجل من سوء الظن في قولة تعالي : 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحجرات: 12].


إستمع إلي القصة عبر الفيديو التالي :





لا تنسونا من صالح دُعائكم بظهر الغيب، وشاركوا القصة مع إصدقائكم ليستفيدو منها، ولا تنسوا " الدال علي الخير كفاعله " دُمتم في أمان الله وحفظه.


إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم