قصة المليونير السجين الذي هرب خوفاً من الموت إلي الموت - ألفريد هتشكوك

 هل سمعت قبل ذلك عن هذا العبقري ألفريد هتشكوك وكيف كان يكتب القصص والروايات والتي كان تونتج بعد ذلك أفلاماً وسلاسل من الحلقات ، ومن ضمن روائع هذا المُنتج ألفريد هتشكوك كانت " قصة المليونير السجين " ، والتي اُنتج منها فلماً عام 1964 تحت أسم " FINAL ESCAPE " وهو ما يُعني الهروب النهائي . The Alfred Hitchcock Hour" Final Escape (TV Episode 1964). دعونا نروي لكم هذه القصة الجميلة والمُعبرة والتي لها أثر كبير وعظيم لكل من قرأها أو حتي شاهد الفلم التي هي كانت مصدر إلهاماً له.



قصة المليونير السجين علي الجزيرة - ألفريد هتشكوك
Alfred Hitchcock


قصة المليونير السجين علي الجزيرة - ألفريد هتشكوك



مليونير أودع في سجن على جزيرة نائية تمهيداً لإعدامه ، ولأنه مليونيراً فقد قرر أن يرشوا حارس السجن لتهريبه من جزيرة السجن بأي وسيلة وأي ثمن ، فأخبره الحارس بأن الحراسة علي الجزيرة مشددة جداً وأنه لا يُغادر الجزيرة أحد إلا في حالة واحدة وهي الموت.


ولكن إغراء المال والملايين التي وعد بها الحارس جعل الحارس يبتدع طريقة غريبة ليهرب بها السجين ، وأخبر بها المليونير وهي الآتي : إفهمني أيها المليونير .. الشيء الوحيد الذي يخرج من جزيرة السجن بلا حراسة هي توابيت الموتى ، يضعونها على سفينة وتنقل مع بعض الحراس إلى اليابسة ليتم دفنها بالمقابر بسرعة مع بعض الطقوس البسيطة ثم يرجعون.


التوابيت تُنقل يومياً عند العاشرة صباحاً في حال وجود موتى ، والحل الوحيد هو أن تُلقي بنفسك في أحد هذه التوابيت مع الميت الذي بالداخل ، وحين تصل لليابسة ويتم دفن التابوت سآخذ هذا اليوم إجازة طارئة وآتي بعد نصف ساعة لإخراجك ، وبعدها تعطيني ما إتفقنا عليه وأرجع أنا للسجن وتختفي أنت و سيظل إختفاؤك لغزاً وهذا لن يهم كلينا ! مارأيك في هذه الفكرة ؟.


فكّر المليونير أنها عبارة عن خطة مجنونة ولكنها تبقى أفضل من الإعدام ، وبعد أن فكر قليلاً وافق علي الخطة ، وإتفقا على أن يتسلل لدار التوابيت ويرمي نفسه بأول تابوت من على اليسار ، هذا إن كان محظوظاً وحدثت حالة وفاة.


قصة المليونير السجين علي الجزيرة - ألفريد هتشكوك
Alfred Hitchcock Hour - Final Escape



في اليوم التالي مع فسحة المساجين الإعتيادية تسلل المليونير لدار التوابيت فوجد تابوتين ، في البداية أصابه الهلع من فكرة الرقود مع ميت في تابوت واحد ، ولكن مرة أخرى تنتصر غريزة البقاء ففتح التابوت وهو مغمضاً عينيه حتى لا يُصاب بالرعب ورمى بنفسه فوق الميت الذي بالداخل وانتظر حتى سمع صوت الحراس يهمون بنقل التوابيت لسطح السفينة.


بدأ يستشعر الإنتقال خطوة بخطوة ، رُفع للسفينة وأحس بحركتها فوق الماء واشتم رائحة البحر ، حتى وصلوا لليابسة وأنزل الحراس التابوت وسمع تعليق أحدهم عن الثقل الغريب لهذا الميت فشعر بخوف وتوتر خوفاً أن يفتح أحد الحراس التابوت وينظر فيه فيراه ويتم القبض عليه مرة أخري ، وتلاشى هذا التوتر عندما سمع حارساً آخر يسخر من المساجين ذوي السمنة المفرطة ، فارتاح قليلاً وهدء روعه.


هاهو الآن يشعر بنزول التابوت إلى الحفرة وصوت الرمال تتبعثر على غطائه وثرثرة الحراس بدأت تخفت شيئاً فشيئاً ، وها هو المكان يعُم بصمت وسكون مُخيف ، وهاهو الآن مدفون على عُمق ثلاثة أمتار تحت الأرض مع جثة رجل غريب وظلام حالك والتنفس يصبح أصعب مع كل دقيقة تمر عليه وهو في تابوت مُغلق تحت الأرض.


لابأس ، فهو لا يثق بذلك الحارس ولكن يثق بحبه للملايين الموعودة التي وعد بها الحارس إذا نجح في تهريبه خارج السجن ، مؤكد الحارس أنه سيأتي ، إنتظر تململ ، بدأ التنفس يتسارع ويضيق ، الحرارة خانقة ، لابأس عشرة دقائق تقريباً وبعدها سيتنفس الحرية ويرى النور مرة أخرى خارج قضبان السجن ، بدأ يسعل ومرت ١٠ دقائق أخرى ، والأكسجين على وشك الإنتهاء ، وذلك الحارس لم يأتي بعد.!


سمع صوت بعيد جداً ، تسارع نبضه لابد أنه الحارس آتي ليخرجه من المقبرة أخيراً ، لكن الصوت تلاشى سريعاً ، شعر بنوبة من الهستيريا تجتاحه ، تُرى هل تحركت الجثة ! صور له خياله أن الميت يبتسم بسخرية ، تذكر أنه يمتلك كبريت في جيبه ، فأخرج الكبريت ليتأكد من ساعة يده لا بد أنه لازال هناك وقت ، أشعل عود كبريت وخرج بعض النور رغم قلة الأكسجين ، قرّب الشعلة من الساعة لقد مرت أكثر من خمس وأربعين دقيقة !.


قصة المليونير السجين علي الجزيرة - ألفريد هتشكوك
Alfred Hitchcock Hour - Final Escape



خطر له أن يرى وجه الميت ! ويا ليته ما فعل ، إلتفت برعب وقرّب الشُعلة إلي وجه الميت الذي معه في التابوت ليرى آخر ماكان يتوقعه في حياته !! رأي وجه الحارس ذاته إنه هو الميت !.


قصة المليونير السجين علي الجزيرة - ألفريد هتشكوك
Alfred Hitchcock Hour - Final Escape





القصة من تأليف Alfred Hitchcock - الفريد هتشكوك ، رائد سينما التشويق والإثارة النفسية


ومن خلال القصة تم إقتباس سيناريو فيلم (الهروب النهائي) ( Final Escape )عام 1964.



وهنا نأتي لأهم عبرة أخذناها من هذه القصة الجميلة وهي : أنك مهما حاولت الهروب من قضاء الله وقدره ستهرب إلي قضاء الله وقدره ! وما قدّره الله لك سيكون لا محالة.


فسبحان الله ، هذا يذكرنا بقصة وزير سيدنا سليمان بن داود عليهما وعلي نبينا محمد ﷺ الصلاة والسلام مع ملك الموت ، عندما كان ملك الموت صديقاً زائراً لسيدنا سليمان ورأي الوزير ملك الموت وهو لا يعلم أن هذا هو ملك الموت ، وكان ملك الموت ينظر إليه نظرات غريبة عجيبة !  ، فلما ذهب ملك الموت جاء الوزير إلي سيدنا سليمان وأخبره بما حدث ، فأخبره سليمان عليه السلام أن هذا هو ملك الموت ، فخاف الوزير وإرتعدت أعصابه وتفككت أوصاله وطلب من سيدنا سليمان أن يأمر الريح أن تنقله إلي بلاد الهند ، ولما وصل إلي بلاد الهند وجد ملك الموت ينتظره لقبض روحه.


وبعد فترة من الزمن جاء ملك الموت لزيارة صديقه سليمان عليه السلام ، فقال له يا نبي الله لقد عجبت عندما رأيت هذا الرجل عندك ! لأن الله أمرني بقبض روحه في بلاد الهند ، ولما حان وقت قبض روحه ذهبت إلي بلاد الهند فوجدته في إنتظاري ينتظر قضاء الله.




فضلاً وليس أمراً 💚 إذا أتممت القراءة شارك الموضوع علي الفيسبوك وإنستقرام وتويتر وأرسله لأصدقائك عبر الواتساب 💚 وأترك تعليقك وسيكون بصمتك في قلوبنا ❤



إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم